كهوف نالوت
من المؤكد أن الكهوف التي نستطيع بمنتهى
السهولة أن نزورها ونطلع على أحوالها في نالوت توجد في
مناطق صخرية فهناك تكونت بفعل أمواج البحر لأن منطقة نالوت
كانت تغمرها مياه البحر قبل عشرة ملايين سنة مضت وكذلك
العديد من مناطق الجبل الغربي وجزء من "الحمادة الحمراء"ولكن
كل من يقطن بجوار تلال في الجنوب الغربي من مدينة نالوت أو
في مقاطعة "المالحة 9 غرب نالوت أو في قرية "تاكوت"ومنطقة
"الحسيان"وجدت كهوفا أخرى مهجورة بغاية الجمال والتي بفعل
العوامل الجوية والمناخية تغيرت أشكالها. والإنسان اتخذ من هذه
الكهوف ملاذا من الحيوانات المفترسة وذلك قبل آلاف
السنين،وقام بتصميم كهوف توحي لنا بأنها كانت مناطق دفاعية
من الدرجة الأولى،ويتم الحفر في المناطق الجبلية الصلبة حتى
لاينهار الكهف ولو لفترة زمنية طويلة. استطاع أجدادنا القدماء
إقامة ممرات وكهوف أخرى تمتد إلى مئات الأمتار تحت الأرض
وفي كهف "عين تونين"وهو من أجمل عيون نالوت وجدت عدة
كهوف كبيرة حفرها أجدادنا وكانت في غاية الجمال
والبراعة،وبفضل تدفق المياه مابين الصخور لمئات السنين تكونت
الكثير من الدواميس التي أقيمت بقرب "عين تونين"أعمدة
وأشكالها غريبة ضخمة من صخور متلألئة تتدلى كالكتل الجليدية
من السقوف أو ترتفع من الأرض وبعضها يشبه أنابيب الأرغن
وبعضها يشبه الستارات الكبيرة وبعضها صغير لطيف يشبه
الخنشار أو المجموعات الكبيرة من الابر وتلك التي تتدلى من
السقوف تسمى "هوابط أو حليمات سفلى"ونجد بعضها أبيض
اللون وبعضها الآخر مخططا أو موشحا باللون الأحمر أو الأزرق أو
الأخضر وكثيراً ماتكون أرضيات المغاور رطبة أو مبللة فيها برك
بين الصخور
وهنالك جداول عديدة أقامها الإنسان تسمح بمرور
الإنسان والحيوان وغيرها.وهنالك دواميس باطنية بالقرب من
منطقة "الحسيان"الجنوبية وقد بلغ عمق مغارة فيها 100 متر
وهي بحجم مبنى كبير من أربعة طوابق وهذه الجداول الموجودة
في منطقة "الحسيان"3 كم جنوب نالوت تصب فيها مياه الأمطار
ثم تختفي وتشق طريقاً لها تحت الأرض مسافة كيلو متر تقريباً
قبل أن تظهر ثانية في كهف آخر ونستطيع القول إن الكهوف
والدواميس التي تشبه كهف "الحسيان"أو تلك التي توجد في
وسط مدينة نالوت موجودة في أنحاء كثيرة من مناطق الجبل
الغربي وهي كلها تشير إلى براعة الإنسان في اختيار المناطق
المناسبة من حيث الصلابة،والمناطق الصخرية التي لايتسرب
إليها الماء لإقامة الدواميس و"الماجن"ليحقق رغبته في العيش
بسلام هو وأفراد أسرته. وقد وجدت هياكل بشرية وحيوانية في
كهوف عديدة وخاصة هيكل عـظمى لحيوان الديناصور في بعض
المغاور الأخرى كان سكانها يرسمون صوراً مدهشة على
الجدران لاتزال محفوظة منذ آلاف السنين..
إعداد:المهندس حلمي المقدمي
عضو جمعية أصدقاء البيئة والتراث بنالوت
عدل سابقا من قبل اللالوتي في 24/8/2010, 5:46 pm عدل 1 مرات