الفنانة التشكيليّة هادية قانة:
الجديد لا التقليد معنى الإبداع الحقيقيّ
القاهرة - محمد مندور
إحدى أبرز الفنانات على الساحة التشكيلية في ليبيا. تنظر إلى أعمالها بطريقة فلسفية. تحرص على ألا تخرج إبداعاتها إلى النور إلا وهي واثقة من أنها ستداعب خيال المتفرج ووجدانه. أعمال قانة تمزج بين الفنون المحلية والعالمية وتستحوذ المرأة على الجانب الأكبر منها... «الجريدة» التقتها في الحوار التالي.
كيف كانت بدايتك الفنية؟
درست الفنون التشكيلية في جامعة الفاتح وحصلت على درجة الماجستير في فنون السيراميك والزجاج عام 2004، ثم توسعت أكثر في فن التشكيل بالمعادن والزجاج فذهبت إلى فرنسا حيث تعلمت الكثير وحصلت على خبرات عدة ومختلفة.
هل تنتمين إلى مدرسة فنية بعينها؟
الفن في حد ذاته مدرسة كبيرة مفعمة بالاتجاهات والأساليب، والفنان لا يجب أن يُغلق على عقله وإحساسه باباً فولاذياً اسمه مدرسة، فمشاعره وفكرته تخرج في عمل فني يعبر عن رسالة ما، والإبداع يكمن في الوصول برسالتك الفنية إلى المتلقي، أعني أن تثير مشاعره وإحساسه.
الفن رسالة، المهم فيها أداة إيصالها، ويشترط أن تكون الأخيرة قادرة على توصيل الفكرة إلى الآخرين، فالرسم والنحت والفيديو وغيرها من الفنون وسائل اتصال بين الفنان والآخرين.
لماذا تركزين على عرض أعمالك في أوروبا؟
على العكس، أنا حريصة على استمرار عرض أعمالي في غاليريهات ليبيا ولا أخفيك سراً أن هدفي الأول هو الانتشار في العالمين العربي والغربي، لذا أسعى دائماً إلى اختيار أماكن عرض شهيرة.
ما فلسفتك في اختيار مواضيع لوحاتك وعناوين معارضك؟
ثمة نزاع دائم بين ظاهر الأمور وباطنها، هكذا الأشخاص دائماً يبدون أشياء تكون غالباً عكس ما في داخلهم أو ربما يجملون أشياء تظهرهم عكس ما هم عليه، لذا لديّ فلسفة خاصة في اختيار أسماء معارضي وأعمالي وهدفي منها إثارة النزاع داخل المشاهد لتكون عناصر اللوحة من صور أو كتابات هي ذلك الشيء الذي يحرك ذكرياته ويدخله إلى عالم الخيال.
في معرضك الأخير «أثر متلاشي» ماذا كنت تقصدين؟
هذا المعرض استمرار لأعمالي السابقة، فالنزاع بين مظهر الشيء وما يخفيه يداعب فضولي دائماً، وهذا ما يمكن تتبعه عبر أعمالي السابقة. هدفي من ذلك المعرض بعث المشاهد في بُعد يسمى «بين الخيالين»، الخيال الحقيقي والخيال الوجداني باستعمال أثر الصور والكتابات لاستدعاء الذكريات والدخول إلى خيال المتفرج.
ما هي مفرداتك الفنية لمداعبة خيال المتفرج؟
مفرداتي غالبيتها أشكال خيالية تمزج بين أشكال نباتية وحيوانية وآدمية وطيور، وهذه المفردات قد تمتزج أجزاء منها مع الأخرى لتخرج أعمالاً فنية غريبة لها ملامح من كل شيء وتعطي معاني لأشياء مختلفة أو متعاكسة تداعب دائماً خيال المتلقي.
كيف ترين تأثير بيئتك وثقافتك على أعمالك الفنية؟
لا شك في أن الفنان يتأثر بكل ما يحيط به. والإبداع الحقيقي هو أن تأتي بالجديد لا التقليد، وإن كنت أعتقد أن التقليد هو البداية كي يتقن الفنان النسب والأبعاد وغيرها، لكن إبداعك يخرج مع ما أتيت به من جديد إلى الفن.
ما هي أكثر أعمالك تأثراً بالبيئة الليبية؟
تأثير البيئة الليبية ظهر واضحاً في أعمالي الأولى ونتج منه معرضي الشخصي الأول بعنوان «المعرض الأول للفخار» حيث بدا فن التشكيل لديّ منطلقاً من ملامح البيئة الليبية، ثم انتقلت أعمالي متأثرة بالمحلية والعالمية في معرضي الثاني بعنوان «أبواب مفتوحة» في المركز الوطني للفخار في فرنسا، وأكثر أعمالي تعبيراً عن المحلية كان معرض «بحري صحراوي» في دار «دي فيلا» في طرابلس عام 1998.
هل أثرت فترة دراستك في أوروبا على أعمالك؟
بالطبع، تأثرت بتقنية تنفيذ الأعمال الفنية، لكن التميز الفني يأتي عبر الجديد في الأعمال والرسالة التي أبثها في نفس المتلقي، فالفن يجب أن يخرج منك، وفي النهاية أعمالك الفنية تعبر عن دواخلك كفنان.
كيف تقيمين الحركة التشكيلية في ليبيا؟
ليبيا هي صورة عما يحدث للفن التشكيلي في البلدان العربية عموماً، الذي لا يلقى الاهتمام الكافي لكن ثمة مؤشرات إيجابية تعد بنهضة فنية قريبة.
هل يعني هذا أن سوق الفن التشكيلي بدأ يزدهر في ليبيا؟
بالطبع، لكنه ازدهار بطيء شأنه شأن أي فن في الشرق، ولعل السبب طغيان ثقافة الاستهلاك في مجتمعاتنا على ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، ونحن كفنانين نعوّض ذلك بالاتجاه إلى الأسواق الأوروبية للترويج لأنفسنا وأعمالنا.
أين موقع المرأة في إبداعكِ؟
أنا جزء من كل امرأة في هذا العالم، ولا أعتقد أن عملاً ما يمر من دون أن يحمل جانباً يُعبر عن المرأة، وهذا ما ظهر واضحاً في معرضي بعنوان «إبداعات نسائية» الذي أقيم في دار الفنون في طرابلس عام 2000، وظهرت فيه المرأة كأنها عالمي كله وعبّرت عن آلامها وآمالها.
الجديد لا التقليد معنى الإبداع الحقيقيّ
القاهرة - محمد مندور
إحدى أبرز الفنانات على الساحة التشكيلية في ليبيا. تنظر إلى أعمالها بطريقة فلسفية. تحرص على ألا تخرج إبداعاتها إلى النور إلا وهي واثقة من أنها ستداعب خيال المتفرج ووجدانه. أعمال قانة تمزج بين الفنون المحلية والعالمية وتستحوذ المرأة على الجانب الأكبر منها... «الجريدة» التقتها في الحوار التالي.
كيف كانت بدايتك الفنية؟
درست الفنون التشكيلية في جامعة الفاتح وحصلت على درجة الماجستير في فنون السيراميك والزجاج عام 2004، ثم توسعت أكثر في فن التشكيل بالمعادن والزجاج فذهبت إلى فرنسا حيث تعلمت الكثير وحصلت على خبرات عدة ومختلفة.
هل تنتمين إلى مدرسة فنية بعينها؟
الفن في حد ذاته مدرسة كبيرة مفعمة بالاتجاهات والأساليب، والفنان لا يجب أن يُغلق على عقله وإحساسه باباً فولاذياً اسمه مدرسة، فمشاعره وفكرته تخرج في عمل فني يعبر عن رسالة ما، والإبداع يكمن في الوصول برسالتك الفنية إلى المتلقي، أعني أن تثير مشاعره وإحساسه.
الفن رسالة، المهم فيها أداة إيصالها، ويشترط أن تكون الأخيرة قادرة على توصيل الفكرة إلى الآخرين، فالرسم والنحت والفيديو وغيرها من الفنون وسائل اتصال بين الفنان والآخرين.
لماذا تركزين على عرض أعمالك في أوروبا؟
على العكس، أنا حريصة على استمرار عرض أعمالي في غاليريهات ليبيا ولا أخفيك سراً أن هدفي الأول هو الانتشار في العالمين العربي والغربي، لذا أسعى دائماً إلى اختيار أماكن عرض شهيرة.
ما فلسفتك في اختيار مواضيع لوحاتك وعناوين معارضك؟
ثمة نزاع دائم بين ظاهر الأمور وباطنها، هكذا الأشخاص دائماً يبدون أشياء تكون غالباً عكس ما في داخلهم أو ربما يجملون أشياء تظهرهم عكس ما هم عليه، لذا لديّ فلسفة خاصة في اختيار أسماء معارضي وأعمالي وهدفي منها إثارة النزاع داخل المشاهد لتكون عناصر اللوحة من صور أو كتابات هي ذلك الشيء الذي يحرك ذكرياته ويدخله إلى عالم الخيال.
في معرضك الأخير «أثر متلاشي» ماذا كنت تقصدين؟
هذا المعرض استمرار لأعمالي السابقة، فالنزاع بين مظهر الشيء وما يخفيه يداعب فضولي دائماً، وهذا ما يمكن تتبعه عبر أعمالي السابقة. هدفي من ذلك المعرض بعث المشاهد في بُعد يسمى «بين الخيالين»، الخيال الحقيقي والخيال الوجداني باستعمال أثر الصور والكتابات لاستدعاء الذكريات والدخول إلى خيال المتفرج.
ما هي مفرداتك الفنية لمداعبة خيال المتفرج؟
مفرداتي غالبيتها أشكال خيالية تمزج بين أشكال نباتية وحيوانية وآدمية وطيور، وهذه المفردات قد تمتزج أجزاء منها مع الأخرى لتخرج أعمالاً فنية غريبة لها ملامح من كل شيء وتعطي معاني لأشياء مختلفة أو متعاكسة تداعب دائماً خيال المتلقي.
كيف ترين تأثير بيئتك وثقافتك على أعمالك الفنية؟
لا شك في أن الفنان يتأثر بكل ما يحيط به. والإبداع الحقيقي هو أن تأتي بالجديد لا التقليد، وإن كنت أعتقد أن التقليد هو البداية كي يتقن الفنان النسب والأبعاد وغيرها، لكن إبداعك يخرج مع ما أتيت به من جديد إلى الفن.
ما هي أكثر أعمالك تأثراً بالبيئة الليبية؟
تأثير البيئة الليبية ظهر واضحاً في أعمالي الأولى ونتج منه معرضي الشخصي الأول بعنوان «المعرض الأول للفخار» حيث بدا فن التشكيل لديّ منطلقاً من ملامح البيئة الليبية، ثم انتقلت أعمالي متأثرة بالمحلية والعالمية في معرضي الثاني بعنوان «أبواب مفتوحة» في المركز الوطني للفخار في فرنسا، وأكثر أعمالي تعبيراً عن المحلية كان معرض «بحري صحراوي» في دار «دي فيلا» في طرابلس عام 1998.
هل أثرت فترة دراستك في أوروبا على أعمالك؟
بالطبع، تأثرت بتقنية تنفيذ الأعمال الفنية، لكن التميز الفني يأتي عبر الجديد في الأعمال والرسالة التي أبثها في نفس المتلقي، فالفن يجب أن يخرج منك، وفي النهاية أعمالك الفنية تعبر عن دواخلك كفنان.
كيف تقيمين الحركة التشكيلية في ليبيا؟
ليبيا هي صورة عما يحدث للفن التشكيلي في البلدان العربية عموماً، الذي لا يلقى الاهتمام الكافي لكن ثمة مؤشرات إيجابية تعد بنهضة فنية قريبة.
هل يعني هذا أن سوق الفن التشكيلي بدأ يزدهر في ليبيا؟
بالطبع، لكنه ازدهار بطيء شأنه شأن أي فن في الشرق، ولعل السبب طغيان ثقافة الاستهلاك في مجتمعاتنا على ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، ونحن كفنانين نعوّض ذلك بالاتجاه إلى الأسواق الأوروبية للترويج لأنفسنا وأعمالنا.
أين موقع المرأة في إبداعكِ؟
أنا جزء من كل امرأة في هذا العالم، ولا أعتقد أن عملاً ما يمر من دون أن يحمل جانباً يُعبر عن المرأة، وهذا ما ظهر واضحاً في معرضي بعنوان «إبداعات نسائية» الذي أقيم في دار الفنون في طرابلس عام 2000، وظهرت فيه المرأة كأنها عالمي كله وعبّرت عن آلامها وآمالها.
لتصفح الموضوع عن طريق ملف pdf